قدّم المنتخب الأولمبي اللبناني (تحت 23 عاماً) عرضاً استثنائياً، وحسم مواجهته الأخيرة في التصفيات المؤهلة إلى كأس آسيا، بفوز عريض على منغوليا 3-0، ليؤكّد مكانته كمنافس حقيقي على بطاقات التأهل.
بهذا الفوز أنهى المنتخب مشواره في المجموعة برصيد 7 نقاط من 3 مباريات بالتساوي مع تايلاند، ونجح المنتخب الوطني الأولمبي في تحقيق إنجاز تاريخي للكرة اللبنانية، بعدما تأهّل إلى نهائيات كأس آسيا دون 23 عامًا (السعودية 2026) كأول منتخب من الفئات العمرية في تاريخ لبنان يبلغ هذا الإستحقاق القاري.
ثلاثية لبنانية وأداء هجومي مثالي
أُقيمت المباراة على ملعب «ثاماسات» في العاصمة التايلاندية بانكوك، وسط حضور جماهيري متواضع، لكن بأجواء حماسية. دخل اللاعبون بعزيمة واضحة ورغبة جامحة في الحسم، فافتتح داني إسطمبولي التسجيل بتسديدة قوية مبكرة (د8)، قبل أن يضيف علي الفضل الهدف الثاني بعد دقيقتَين فقط.
قبل نهاية الشوط الأول، عاد إسطمبولي ليسجّل هدفه الشخصي الثاني والثالث للبنان، بتسديدة رائعة، أكّدت تفوّق المنتخب وسيطرته المطلقة (د45+1).
كان إسطمبولي نجم اللقاء من دون منازع بفضل حضوره في وسط الميدان، تحرّكاته الذكية، وحسمه أمام المرمى، ما منح المنتخب الثقة والفعالية، ليصبح رمزاً لجيل جديد يعد بالكثير.
قراءة في مسار المجموعة
مع انتهاء المباريات، تصدّرت تايلاند المجموعة بفارق الأهداف عن لبنان، بعد فوزها على ماليزيا 2–1. ومع ذلك، فإنّ رصيد لبنان البالغ 7 نقاط وأداءه التصاعدي، وضعاه في موقع ممتاز، فَعَبر كأحد أفضل المنتخبات التي احتلت المركز الثاني. هذا الإنجاز يؤكّد أنّ منتخب الأرز الصغير بقيادة المدرب جمال طه يملك شخصية تنافسية قادرة على مجاراة كبار آسيا.
المنتخب الأول: تعادل وتجارب مفيدة
على صعيد المنتخب الأول، واصل الفريق برنامجه التحضيري بخوض مباريات ودّية مهمّة. فقد تعادل أول أمس سلباً أمام إندونيسيا على ملعب «جيلورا بونغ كارنو» في العاصمة الإندونيسية جاكرتا، في مباراة شهدت انضباطاً دفاعياً لافتاً واختباراً ناجحاً لوجوه جديدة.
الأسبوع الماضي، كان المنتخب قد خاض لقاءً ودياً آخر أمام الفيليبين في ملعب «ريزال ميموريال» في العاصمة مانيلا، انتهى بالتعادل الإيجابي 1–1، وسجّل هلال الحلوة هدف لبنان الوحيد.
هذه النتائج الودية، على رغم من غياب الفوز، تُعطي الجهاز الفني بقيادة المدرب المونتينيغري ميودراغ رادولوفيتش فرصة لاختبار التشكيلة وتثبيت النهج قبل التصفيات الرسمية المقبلة.
تصريحات المدرّبين
أشاد المدرب جمال طه بجهود لاعبيه قائلاً: «لقد أثبت الفريق أنّه يملك شخصية قوية، وأنّ جيل الشباب قادر على تقديم كرة قدم عصرية وفاعلة. فتسجيل ثلاثة أهداف والحفاظ على الشباك نظيفة يختصران قصة النجاح التي نعيشها اليوم».
أمّا المدرب ميودراغ رادولوفيتش، فقد علّق بعد التعادل مع إندونيسيا: «نحن نعرف أنّ الودّيات ليست لاحتساب النقاط بل لتجربة اللاعبين. المهمّ أنّ الفريق أظهر صلابة دفاعية وتماسكاً جماعياً. أمام الفيليبين وأمام إندونيسيا لعبنا بروح عالية، وهدفنا أن نصل بكامل الجاهزية إلى المباريات الرسمية».
اليوم (أمس)، كان يوماً لبنانياً بامتياز في كرة القدم: منتخب أولمبي يُسجّل ثلاثية ويتأهل للمرّة الأولى بتاريخه، ومنتخب أول يحافظ على إيقاعه ويكسب خبرةً إضافية عبر التجارب الودية. بين براعة إسطمبولي واندفاع زملائه، وبين صلابة «رجال الأرز» تحت قيادة رادولوفيتش، يلوح في الأفق مستقبل مشرق لكرة القدم اللبنانية، يَعِد جماهيرها بالمزيد من الإنجازات.